قراءة اليوم الثلاثاء ٢٣/٧/١٨
رؤيا يوحنا الاصحاح ٢٠ الآيات (٤-٦)
4 وَرَأَيْتُ عُرُوشًا فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْمًا. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ.
5 وَأَمَّا بَقِيَّةُ الأَمْوَاتِ فَلَمْ تَعِشْ حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. هذِهِ هِيَ الْقِيَامَةُ الأُولَى.
6 مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى. هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ، بَلْ سَيَكُونُونَ كَهَنَةً للهِ وَالْمَسِيحِ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ.
التفسير و التأمل
يروى القديس يوحنا لنا عن مشهدين في صورة واحدة، فالمشهد الأول هو جلوس الرسل والقديسين على عروش حول عرش الله في مجلس حكمه، أما المشهد الثاني فهو خاص بجميع المؤمنين المتمتعين بالوجود مع المسيح ومصاحبته في مجده. وقد حدد لنا القديس يوحنا أن هؤلاء الناس هم من لم يسجدوا للوحش ولا صورته ولم يقبلوا سمته، والمعنى المراد أنه لن يملك مع المسيح إلاّ من قاوم الشيطان ورفض وانتصر عليه.
ع٥: أما بقية الأموات: أي الناس الذين لن يشاركوا المسيح في ملكه ومجده لأنهم تبعوا الشيطان وسمة الوحش ولم يتوبوا، ولهذا وصفوا بالأموات أي أموات في نظر الله روحيًا وإن كانوا يحيون على الأرض بأجسادهم.
لم تعش حتى تتم الألف سنة: لم تتب ولم تتمتع بالحياة مع المسيح في كنيسته على الأرض خلال الزمن الأرضى، أي الألف سنة التي يملك فيها المسيح على قلوب أولاده في الكنيسة ومن انتقلوا منهم في فردوس النعيم. والمعنى أن هؤلاء الأشرار أي الأموات روحيًا ليس لهم مكان في الكنيسة ولا الفردوس ويظل هذا الأمر طوال الألف سنة أي الفترة التي نحياها الآن، والروح القدس يدعو الكل للقيامة من موتهم بالإيمان بالمسيح والإرتباط بالكنيسة.
ع٦: هنا نسمع عن موتان وقيامتان:-
الموت الأول:- هو موت الخطية. فكل خاطئ الآن هو ميت في نظر الله.
الموت الثاني:- هو الموت الأبدي أي الهلاك، أي الانفصال عن الله والدينونة، أما موت الجسد الحالي فهو ليس موت بل هو انتقال، هو نوم، طالما نحن متحدين بالمسيح في الحالتين. وهكذا أسماه المسيح “حبيبنا لعازر قد نام”
القيامة الأولى:- هي القيامة من موت الخطية أي التوبة، الابن الضال كان ميتا فعاش.
القيامة الثانية:- قال عنها السيد المسيح “تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة (يو29:5).
سيكونون كهنة لله والمسيح: سبب آخر لتطويبهم ومدحهم أنهم كانوا كهنة أثناء حياتهم على الأرض بتقديم ذواتهم وإرادتهم ذبيحة حية يومية أمام الله في عبادتهم وخدمتهم له، وسيملكون أيضًا بوداعتهم وسلوكهم المسيحي على قلوب من يحيوا معهم (مت5: 5) حتى مجيء المسيح الثاني، وكلمة ألف سنة هنا رمزية تشمل الزمن من تجسد وفداء المسيح حتى قرب مجيئه الثاني.
Comments are closed