قراءة اليوم الجمعة ٢٣/٧/٢١
سفر الرؤيا الاصحاح ٢١ الآيات (١-٨)

1 ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ.
2 وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا.
3 وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ.
4 وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».
5 وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: «هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!». وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ: فَإِنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ».
6 ثُمَّ قَالَ لِي: «قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا.
7 مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ، وَأَكُونُ لَهُ إِلهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا.
8 وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي».

ثانيا التفسير و التأمل:

“سماء جديدة وأرض جديدة” كناية عن حياة جديدة لا علاقة لها بقوانين الحياة القديمة فهي السماء والأرض الروحيتان اللتان تليقان بوجود الله.
البحر لا يوجد فيما بعد : البحر رمز للإضطراب والهياج وعدم السلام.. والمعنى المراد أنه في الملكوت لا يوجد شيء من الصراعات أو الإنقسام البشرى.

ع٢: القديس يوحنا رأى مدينة الله المقدسة مهداة من الله (نازلة من السماء) ليرثها الغالبون ويتمتعوا بها؛ ولوصف شدة جمالها لم يجد القديس يوحنا تعبيرًا أبلغ من أنها “عروس مهيأة لرجلها” لأنه معروف عند الناس أن أبهى صورة للفتاة هو يوم زفافها.

ع٤: سيمسح الله كل دمعة من عيونهم : يبرز حنان المسيح و مدى إحساس الله بنا وعدم نسيانه لأمانة أولاده، وأخيرًا يؤكد الله لنا فكرة التعويض بالراحة والسعادة عن الألم السابق.
الأمور الأولى مضت :فزمن الأحزان والأوجاع والصراخ كلها من الأمور السابقة التي لا مكان لها حيث السعادة اللانهائية في حضرة الله.
ع٦: قد تم: هذا القول للمسيح ومعناه أنه أنجز بالفعل هذه الخليقة الجديدة وهيَّأ ملكوته لاستقبال أولاده المؤمنين بعد الدينونة؛ و تذكرنا بقول مخلصنا أيضًا على عود الصليب “قد أكمل” (يو١٩: ٣٠) ويقصد إتمام الفداء الذي نناله بالكمال في الأبدية.
الألف والياء البداية والنهاية : تعبير استخدمه المسيح عن وصفه نفسه في (رؤ١: ٨) و هو تعبير يخص لاهوته فهو مصدر كل الأشياء وخالقها وهو أيضًا الإله الأزلي الأبدي.

أنا أعطى العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا: يذكرنا هذا الكلام بحديث الرب يسوع مع المرأة السامرية “يو٤”. والمعنى الروحي هنا أن كل العطاش إلى البر والقداسة (ماء الحياة)، المسيح هو مصدر عطائهم الوحيد، سواء كان هذا أثناء الزمن الأرضى أو في زمن الأبدية المطلقة …

ع٧: مَنْ يغلب …و أكون له إلهاً : يوضح هنا لخصوصية العلاقة بين كل نفس غالبة وبين مسيحها، فكل إنسان يصير ابنًا مُمَيَّزًا كأنه ابن وحيد يستمتع بملء أبوة أبيه …

ع٨: الفئات الممنوعين من الميراث الأبدي والذي يكون نصيبهم “الموت الثاني” والعذاب اللانهائى في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت… وهؤلاء الفئات هم:
الخائفون : ليس المقصود هنا الخوف بمعنى القلق على الآخرين أو الخوف من الحيوانات أو الحشرات … ولكن المقصود الذين خافوا من العالم والأشرار فأنكروا المسيح وتركوا الإيمان من أجل الحياة الأرضية.
غير المؤمنين : الذين رفضوا الإيمان بالمسيح وفدائه المجانى وقاوموا كنيسته، فبغير إيمان لا يمكن إرضاءه.
الرجسون : مرتكبى خطايا النجاسة ولم يتوبوا عنها.
السحرة : من استخدموا السحر وقوى الشر والظلمة وابتعدوا بهذا عن الله وعادوه.
جميع الكذبة : أي من ضلوا وأضلوا الناس إذ يقول السيد المسيح عن الشيطان “متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب” (يو٨: ٤٤).
عبدة الأوثان : معناها الروحي هو كل من يعبد ويتعلق بالذات أو المال..

† محبة الله وأبوته لا تنسى تعبك على الأرض وتعوضك عنه بأمجاد في السماء لا يُعَبَّر عنها، فتمسك بجهادك الروحي واحتمل آلام الأرض المؤقتة ولا تنجذب وراء الشهوات الزائلة فتحصل على أمجاد السماء.

Comments are closed