قراءة اليوم الثلاثاء ٢٥ يوليو
سفر الرؤيا الاصحاح ٢٢ الآيات (١-٦)
1 وَأَرَانِي نَهْرًا صَافِيًا مِنْ مَاءِ حَيَاةٍ لاَمِعًا كَبَلُّورٍ، خَارِجًا مِنْ عَرْشِ اللهِ وَالْخَرُوفِ.
2 فِي وَسَطِ سُوقِهَا وَعَلَى النَّهْرِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ، شَجَرَةُ حَيَاةٍ تَصْنَعُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ثَمَرَةً، وَتُعْطِي كُلَّ شَهْرٍ ثَمَرَهَا، وَوَرَقُ الشَّجَرَةِ لِشِفَاءِ الأُمَمِ.
3 وَلاَ تَكُونُ لَعْنَةٌ مَا فِي مَا بَعْدُ. وَعَرْشُ اللهِ وَالْخَرُوفِ يَكُونُ فِيهَا، وَعَبِيدُهُ يَخْدِمُونَهُ.
4 وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ.
5 وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ، وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.
6 ثُمَّ قَالَ لِي: «هذِهِ الأَقْوَالُ أَمِينَةٌ وَصَادِقَةٌ. وَالرَّبُّ إِلهُ الأَنْبِيَاءِ الْقِدِّيسِينَ أَرْسَلَ مَلاَكَهُ لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ سَرِيعًا».
ثانياً: التفسير و التأمل
ع١: النهر هو اشارة للروح القدس، فالروح ينبثق من الآب. ويصل لنا بعمل المسيح الفدائي كنهر لنرتوي منه، فنمتلئ فرحًا حقيقيًّا لا يشوبه أي نوع من الحزن ونمتلئ سلامًا حقيقيًّا بلا أي هم أو قلق. ونمتلئ محبة حقيقية لكل الخليقة ولله أولًا. وهذه المحبة هي السبب في الفرح والسلام.
ع٢: رأي القديس يوحنا على جانبى النهر “شجرة الحياة”، و هي تشير للسيد المسيح نفسه، فهو مصدر شبع كل الجياع والعطاش للبر (مت٥: ٦)
وهذه “الشجرة” أي المسيح جزيل العطايا والنعم على أولاده فيعطيهم كل شهر، وليس كالشجر الموسمى الذي عطائه وأثماره مرة واحدة في السنة، في إشارة لاستمرار شبع المؤمنين بإلههم. وتعبير “اثنتى عشرة ثمرة” يشير إلى غنى وكمال وتنوع هذه العطايا لأن السنة في مفهومنا الأرضى تشمل اثنى عشر شهرًا، فهذا يعني الاستمرارية طوال السنة أي في الملكوت إلى الأبد.
نلاحظ هنا أن شجرة الحياة مُتَاحَة للجميع لم تعد محجوبة عن البشر بسبب الخطية كما جاء في سفر التكوين (تك ٢: ٩)
ع٣: إذ زالت الخطية تمامًا ولا يوجد شيء نجس أو دنس في السماء، حيث وجود الله الدائم مع شعبه، رُفِعَت اللعنة الأولى أيضًا والتي كانت بسبب الخطية وكذلك رفعت كل نتائجها من تعب الإنسان ومعاناته، إذ بدأت الراحة الأبدية ومصدر هذه الراحة هو الوجود الدائم للمسيح “الخروف”، أما الوارثون “عبيده” فهم يقضون الأبدية في خدمة إلههم بالتسبيح الدائم والتمجيد لاسمه القدوس مشاركين الملائكة في عملهم السماوي.
ع٤: وهم سينظرون وجهه: قال الله لموسى قديمًا “الإنسان لا يرانى ويعيش”(خر٣٣: ٢٠) وهنا صارت لنا العطية بعد أن نتخلص من الجسد المادي ونقوم بأجسادنا في صورة نورانية مُمَجَّدة نتمكن بها من رؤية الله وجهًا لوجه، وهي أعظم عطية يمكن لإنسان روحانى أن يشتهيها، ولقد أشار القديس بولس إلى هذا المشهد ذاته عندما قال “أننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكنه حينئذ وجهًا لوجه” (١ كو١٣: ١٢).
اسمه على جباههم: إشارة إلى التبعية والانتساب لله وحده.
ع٦: مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ سَرِيعًا = هذه الرؤيا عمرها الآن حوالي ٢٠٠٠ سنة. ولكن يوم عند الله كألف سنة وألف سنة كيوم (٢بط8:٣). والملاك يؤكد صدق هذه الأقوال والإنذارات والأحداث لنأخذ الأمور بجدية ونستعد.
† صلاة: نعم يا إلهي نحن نثق في مواعيدك، ولكننا أحيانًا ننسى فتكتئب قلوبنا، إذ جعلنا طموحنا في الأرض الزائلة، ولكن طوباه من ثبَّت عيناه على السماء وعليك يا أبى فيكون له الفرح الدائم هنا، والاشتياق للقائك في سماك … يا إلهي كم أشتاق لرؤياك !! فارحمنى واجعلنى من أصحاب هذا النصيب.
No responses yet